«حماس» في عَقْدها الرابع: المقاومة عصيّة على التدجين

الأربعاء 15 كانون الأول 2021

الأخبار


34 عاماً مرّت على تأسيس حركة «حماس» في الـ14 من كانون الأوّل 1978. ثلاثةُ عقود مرّت خلالها الحركة بالكثير من التجارب والاختبارات، وعاشت العديد من التقلّبات، فيما ظلّ الثابت في كلّ مفصل من مفاصل تلك السنوات رفْضُ الاحتلال ومواجهتُه في الساحات كافّة. صحيح أن «الحمساويين» تنزّلوا، في وثيقتهم السياسية الجديدة الصادرة عام 2017، عن بعضٍ من ثوابتهم، لاسيما لناحية قبولهم دولةً على حدود الرابع من حزيران 1967، إلّا أن محاولات وضْعهم على السكّة التي وُضعت عليها حركة «فتح»، وأوصلتها إلى التخلّي عن البندقية وانتظار «الفُتات» من دولة الاحتلال، لا تزال تبوء بالفشل. تدرك الحركة، اليوم، أن ما أرادته من وراء تلك الوثيقة من «جواز عبور» إلى ضفّة القبول الدولي بها، لم يَتحقّق لها بأيّ حال من الأحوال، وما إدراجها قبل فترة وجيزة على قوائم «الإرهاب» البريطانية إلّا أسطع دليل على ذلك. وبنفْس مستوى المعرفة هذا، تَعلم «حماس»، أو أقلّه مَن يَهمّ أن يعلم فيها، أن الالتصاق بـ«محور المقاومة» هو السبيل الأنجع للدفْع بمعركة اجتثاث الاحتلال وتحرير فلسطين قُدُماً، ولذا تمضي عملية إصلاح العلاقات بين الطرفين وتطويرها، على قدَمٍ وساقٍ، وصولاً إلى الإعداد الجماعي لحربٍ متعدّدةِ الجبهات، لن تكون «سيف القدس» إلّا نموذجاً واحداً وغير مكتمل منها. وفيما تبدو الحركة، في المرحلة الراهنة، أمام فصلٍ جديدٍ، أكثر قساوة، من فصول السعي لتدجينها من بوّابة «لقمة العيْش»، فهي تُظهر، إلى الآن، إصراراً مدهشاً على عدم تضييع مكاسب المعركة الأخيرة، ورفْض العودة إلى ما قَبْلها، وانتزاع حقوق الغزّيين من دون قيْد أو شرط. خطوطٌ حُمر لا يجد الفصيل الرئيس في قوى المقاومة في غزة، مناصاً من الثبات عندها، ولو استدعى الأمر الانجرار، مجدّداً، إلى تصعيد عسكري، تنبئ المؤشّرات بتوافُر كلّ العوامل اللازمة لتفجيره، وهو ما تَعدّ له جيّداً «كتائب القسام»، التي لا يُغفَل أخيراً دورها المستمرّ في الدفْع نحو هجْر الفكر «الإخواني» الذي ولدت «حماس» من رحِمه، وتعميق الوعي الثوري لدى أبناء الحركة.

فلسطين رجب المدهون

بعد انتفاضتَين وأربع حروب مرّت بها حركة «حماس» في قطاع غزة، وأثبتت خلالها قدرة عالية على مواجهة الاحتلال، لم تتوقّف محاولات حرْف الحركة عن أهدافها التي أقيمت لأجلها، وذلك عبر البوّابتَين السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى التخطيط لدفْعها في الطريق نفسه الذي سارت فيه حركة «فتح»، وتخلّت عن بندقيّتها في نهايته، بعدما التصقت بالسلطة وبما يوفّره الاحتلال من فُتات مالي لها. وفي أعقاب معركة «سيف القدس»، افتُتح فصل جديد من مساعي التدجين تلك، حيث كان آخر العروض المُقدَّمة إلى «حماس»، رفْع الحصار عن القطاع بشكل كامل وإعادة إعماره وبناء مدن صناعية وسياحية فيه، مقابل هدنة طويلة الأمد والتخلّي عن سلاح المقاومة باتفاقية دولية. لكنّ الحركة لا تزال على رفْضها أيّ تنازلات من هذا النوع، خصوصاً في ما يتّصل بقدراتها العسكرية، التي شهدت تطوّراً كبيراً خلال السنوات الماضية، بفعْل الإمكانات الذاتية لمُهندِسي جناحها العسكري، والخبرات الخارجية التي أمدّها بها «محور المقاومة»، حتى باتت تمتلك أسلحة كاسرة للتوازن. التتمة

يوسف فارس

 الأربعاء 15 كانون الأول 2021

يوسف فارس

متغيّرات كثيرة طرأت على حركة «حماس» خلال قرابة ثلاثة عقود، دفعتها إلى تعديل شعاراتها وجعْلها «أكثر واقعية». فلم تَعُد الحركة، بعد 34 عاماً من انطلاقتها، تُنظّر لـ«إقامة حُكم الله في الأرض». كما تخلّت عن رفْضها الحلول المرحلية، وصار ما كنت تَعيبه على «منظّمة التحرير الفلسطينية»، من تحصيل دولة على حدود عام 1967، مقبولاً ولو كحلّ مؤقّت، ناهيك عن أنها تخفّفت من عبء التبعية لجماعة «الإخوان المسلمين». ولم تكن الضغوط التي مارسها الاحتلال على «حماس» كتنظيم مقاوم، بقيادتها وقاعدتها الجماهرية، هي الدافع إلى تلك التعديلات؛ ففي عام 1992، عندما اقتادت إسرائيل المئات من قيادات الحركة الدعَوية والسياسية إلى الإبعاد القسري، كانت «حماس» تؤسّس في مرج الزهور، لبنائها التنظيمي الحديدي الذي بقي متماسكاً إلى اليوم. لكنّ النقطة الفارقة في ذلك المسار، هي تَحوُّل الحركة إلى دولة أو ما يشابه الدولة من كيانات. صحيح أن فوزها في انتخابات المجلس التشريعي عام 2007، لم يمنحها هذا الهامش على النحو الفعلي، إلّا أن تحمّلها مسؤولية حياة مليونَي فلسطيني في قطاع غزة، وضَعها أمام تحدّي تحصيلِ قبولٍ دولي، سقْف الآمال فيه، ليس التفاوض معها، بل عدم اعتبارها «منظّمة إرهابية» على الأقلّ، خصوصاً أن الجهة التي تحظى بالاعتراف و«الشرعية»، هي الخصم التقليدي لـ«حماس». التتمة

رجب المدهون

 الأربعاء 15 كانون الأول 2021

معَ المقاومة في «محورها»: لا قطيعة بعد اليوم

فلسطين رجب المدهون

بعد 34 عاماً على تأسيسها، باتت حركة «حماس» جزءاً لا يتجزّأ من محور المقاومة في المنطقة، على رغم التوتّرات التي مرّت بها علاقات الطرفَين، خصوصاً إبّان الأزمة السورية. توتّراتٌ لم تَحُل دون إعادة العلاقات إلى طبيعتها إلى حدّ بعيد، وصولاً إلى عملية تطوير كبيرة في الإمداد والجهد الاستخباري، تجسّدت مفاعيلها خلال معركة «سيف القدس» في أيار الماضي، فيما يجري التحضير لمواجهات متعدّدة الجبهات مع العدو مستقبلاً. التتمة

 الأربعاء 15 كانون الأول 2021

فلسطين 

رجب المدهون

شهدت حركة حماس، خلال 34 عاماً منذ تأسيسها، سلسلة تَغيّرات على عدّة مستويات، وخاصّة في علاقتها بجماعة «الإخوان المسلمين»، إذ شهدت السنوات الأخيرة تنامي قناعة داخل صفوف جزء لا يُستهان به من أبناء الحركة وقياداتها، بكون منهج «الإخوان» لا يحمل «الثورية» الكافية للدفْع بمشروع تحرير فلسطين قُدُماً، وبضرورة أن تصبح مواجهة الاحتلال مُقدَّمة على أيّ اعتبار سياسي أو إيديولوجي آخر، بما يقتضي ضرورة ضمّ شرائح مختلفة من الفلسطينيين إلى هذه المعركة. وفي الوقت نفسه، كانت تتعزّز فكرة التخلّي عن الارتباط بـ«الإخوان» لدى أطراف من الجناح العسكري، يرون أن فكر الجماعة يعيق الخطّ الجهادي للحركة، وأن الأخيرة بحاجة إلى تعميق الوعي الثوري لدى أبنائها، بعيداً من سرديّة الضحية التي يتربّى عليها «الإخوان» في مختلف الساحات. كذلك، برزت حالة رفض داخلي للمدرسة الوهابية، التي حاول عدد من قيادات «حماس» الذين درسوا في السعودية إدخال مبادئها إلى الحركة، وهو ما قوبل بتململ من قِبَل مَن يجدون هذا الفكر عقيماً، وبعيداً عن منهج المقاومة وفلسفتها. التتمة

الأربعاء 15 كانون الأول 2021

«التصفية النوعية» لم تؤتِ أُكُلها: «حـماس» ولاّدة قادة
كان الهدف الإسرائيلي من الاغتيالات يتمثّل في إعادة إنتاج تجربة «منظّمة التحرير» (أ ف ب )

فلسطين يوسف فارس 

لا تنحصر فكرة الاغتيال لدى إسرائيل، في حدود الانتقام الشخصي، بل إن استخدامها لتلك الوسيلة بوجْه الكيانات الحزبية الكبيرة، يستبطن قدْراً وافراً من الدراسة لطبيعة الشخصيات التي يتمّ وضعها على قوائم التصفية. هذا ما تقوله عمليات الاغتيال التي نُفّذت بحقّ قيادات «منظّمة التحرير الفلسطينية» منذ منتصف الستينيات وحتى أواخر الثمانينيات، وفي حالة «حماس» أيضاً، مع اختلاف النتائج. برز الاغتيال كركيزة أساسية في إنفاذ أهداف الحركة الصهيونية، منذ اغتالت المجموعات الصهيونية التي لم تكن قد حملت اسم «الموساد» بعد، اللورد موين، وهو سياسي ورجل أعمال بريطاني شهير، عام 1944؛ لأنه لم يكن يشجّع هجرة يهود بريطانيا إلى فلسطين. وأعقب تصفيةَ موين، تنفيذ عدد من عمليات الاغتيال المركّزة بحق كبرى العائلات اليهودية في ألمانيا، لإثارة الرعب في صفوفها، ودفْعها للهجرة إلى فلسطين. التتمة

 الأربعاء 15 كانون الأول 2021

فلسطين يوسف فارس

أن يُخفي البطل وجهه باللّثام، وتَظهر أفعاله من دون أن يعرف أحد قسَماته، ويُسمِع صوتَه العالمَ في اللحظات الفارقة، لهو شيء أقرب إلى الخيال، لكن الواقع يقول إن قادة «حماس» تحوّلوا، بالفعل، إلى رموز من هذا النوع. ليس القائد العام لـ«كتائب القسام»، محمد الضيف، أيقونة الحركة الوحيدة في هذا المجال، بل ثمّة شخصيات من أشباهه يسجّلها التاريخ الشفوي لسكّان غزة والضفّة المحتلّة، سبق صيتها عصر شبكات التواصل الاجتماعي. في مخيّم جباليا للاجئين شمال القطاع، يمكن لك أن تَذكر اسم عماد عقل مثلاً، وتسمع عنه الأساطير من حكايات التنكّر والتخفّي التي أرهق بها مخابرات الاحتلال وجيشه حتى استشهاده عام 1993. يُقال إن عقل، وهو أحد أبرز مؤسّسي الجهاز العسكري لـ«حماس»، كان يَنْفذ من حواجز العدو التي نُصبت خصّيصاً للقبض عليه، في اليوم مرّتَين، إذ يذهب متنكّراً بزيّ امرأة، ويعود عبر الحاجز نفسه بهيئة كهْلٍ يتّكئ على عكّازه. الطالب المتفوّق الذي أنهى المرحلة الثانوية عام 1988 في مدرسة الفالوجا مُحرِزاً المرتبة الأولى على منطقة بيت حانون والمخيم، فيما حرمه السجن من دراسة تخصّص الصيدلة الذي كان يحبّ، «دَوّخ» خلال سنوات عمله المقاوم، جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك». وممّا يُحكى عن عقل في أروقة المخيم، أن الإسرائيليّين كانوا يستدلّون على المكان الذي يتواجد فيه، من بصمته المميّزة في عمليات الهجوم والاشتباك. لكن المثير في الأمر، أن أيادي ابن مخيم جباليا كانت تضرب خلال شهر واحد، في الخليل – في الضفة الغربية جنوب القدس، – وفي الشجاعية – شرق مدينة غزة -! التتمة

 الأربعاء 15 كانون الأول 2021

فلسطين الأخبار

عقب انتهاء معركة «سيف القدس» في أيار الفائت، خرج رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار، وأعلن أن «فصائل المقاومة الفلسطينية لم تُوقّع اتفاقاً مكتوباً عبر الوسطاء، بل كان وقْفُ إطلاق النار متزامناً وبلا أيّ شروط». وأضاف أن «الأمر متروك للعالم ليحتوي الموقف حتى لا ينفجر من جديد، ويقدّم الإنجازات السياسية لشعبنا»، محذراً من «(أنّنا) سنُحرق الأخضر واليابس إن لم تُحلَّ مشاكل قطاع غزة قبل نهاية العام الحالي». وانطلاقاً من كلام السنوار حينها، وبناءً على مجمل التطوّرات التي أعقبت المعركة مذّاك، يبدو أن «حماس» تسير بخُطى ثابتة ومدروسة، على طريق تريد في نهايته تغيير الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع. التتمة

34 عاماً مضت على انطلاق «حماس»، الحركة التي تُعرّف عن نفسها بأنها «حركة تحرّر وطني، ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحْصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخّل في شؤون الآخرين». لم يكن تاريخ 14 كانون الأول 1978 سوى الإشهار الرسمي لولادتها كذراع يمتلك خصوصيّة القتال المسلّح في أرض محتلّة، بعدما أخذ مُؤسّسها الشيخ أحمد ياسين على كاهله مهمّة التنظير لجماعة «الإخوان المسلمين»، فيما عملت هي تحت مسمّيات أخرى كـ«االمرابطون على أرض الإسراء»، و«حركة الكفاح الإسلامي». ظلّت الحركة، حتى قبل بضع سنوات من اليوم، تَعتبر نفسها وليدة التنظيم العالمي الذي أسّسه حسن البنا عام 1928، وتولّى الشيخ ياسين، ومعه عدد من قادة الجماعة، التنظير لدعوته، انطلاقاً من «مسجد المجمع الإسلامي» في حيّ الصبر في مدينة غزة، متّخذاً من المسجد ركيزة أساسية للتوسّع وسْط البنى الشعبية البسيطة، ومنطلِقاً منه في تأسيس شريحة من القيادات الدينية النخبوية التي ألقى على عاتقها مهمّة قيادة المجتمع. التتمة

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

Source

You can skip to the end and leave a response. Pinging is currently not allowed.

Leave a Reply

Powered by WordPress | Designed by: Premium WordPress Themes | Thanks to Themes Gallery, Bromoney and Wordpress Themes