حرب أهلية عالمية: داعش ينتصر أم ينهزم؟ Video added

حرب أهلية عالمية: داعش ينتصر أم ينهزم؟

ناصر قنديل

أغسطس 18, 2017

– لا يبدو المشهد الدولي مبشّراً بالخير، طالما أنّ القيادة السياسية لدول فاعلة وحاكمة تعيش بغربة عن الواقع. فالدولة العظمى الممسكة بالدفة السياسية والاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم، يتربّع على رأسها عنصري أبيض يتحدّث بلغة تتحمّل مسؤولية إنتاج المزيد من التصدّع في جدار العلاقات الإنسانية بين الأعراق والألوان والأديان، وفي أوروبا حيث ينمو التطرفان الإسلامي الأسمر اللون والبشرة، ومقابله التطرف المسيحي الأبيض والأشقر، وتصير العيون السوداء والعيون الزرقاء معياراً للانتماء والهوية ولاحقاً للموت، تحكم قيادات سياسية متردّدة تجامل العلاقات بالحكومات الخليجية مصدّرة التطرف والتكفير من جهة وبالتطرف اليميني في بلادها بحسابات انتخابية، وتتمّ تحت أعينها مشاهد التعبئة المتقابلة لحرب أهلية لا تبقي ولا تَذَر، وهي تتحوّل مع أجهزتها الأمنية إلى جهاز إحصاء للضحايا وتنديد بالجريمة، وفي الدول الإسلامية الغنية والقادرة يتوزّع مركز الحكم بين راعٍ للوهابية منشأ مدارس التكفير في السعودية، ومرجعية الإخوان المسلمين بين أنقرة والدوحة، حيث الإعلام والمال والفتاوى والمساجد تتحوّل مدارس لتخريج المزيد من الإرهابيين، وفي الدول الفقيرة والمتوسطة الحال، حروب تحت الرماد تمسك بالسلطة حكومات لا تملك في أغلبها حلولاً لمشاكل الاستقلال الوطني ولا وقوفاً على خط القضايا الكبرى وفي مقدّمتها فلسطين، ولا خطط تنمية ومكافحة للفقر والجهل، وتمنح الأولوية للإمساك بالأمن، فتنزح منها ألوف نحو سواحل الغرب بحثاً عن حياة أفضل بداية، لتصير تحت ضغط الاستقطاب العنصري لاحقاً وقوداً للحرب الآتية.

– لم يعُد ممكناً حصر البحث بالأمن العالمي بمصير داعش والنصرة وتنظيم القاعدة في سورية ولبنان والعراق وأفغانستان ومصر وليبيا، فقد تحوّل العالم كله ساحة حرب مفتوحة، لا يتقابل فيها جيش مع جيش، أو أمن مع إرهاب، بل يقوم متطرف أبيض بقتل الناس العاديين الأبرياء الطيبين من السود أو المسلمين، ومقابله يقوم متطرف أسمر مسلم بقتل الناس الطيبين البسطاء من ذوي العيون الزرقاء. وهذه الحرب الظالمة بوجهيها، ضحاياها هم الناس بكلّ ما تتسع له الكلمة من معانٍ وأبعاد. وفي هذه الحرب وحدهم العنصريون والتكفيريون يحتفلون بتبادل أنخاب دماء الضحايا بنصرهم، المتمثل باستيعاب موجات جديدة من الغاضبين من أبناء جلدتهم وتطويعهم جنوداً جدداً في حربهم الظالمة، فكلّ عملية قتل لأبرياء على يد تكفيري من داعش والقاعدة تضخّ العشرات والمئات من المسيحيين البيض في أوروبا وأميركا إلى صفوف النازيين الجدد والعنصريين. وكلّ عملية قتل تستهدف المسلمين والسود في بريطانيا وأميركا تضخ المئات والآلاف إلى صفوف القاعدة ومريديها ومؤيديها والمحتفلين بفرح بعملياتها الإجرامية.

– يتحوّل العالم مسرحاً درامياً مرّ الطعم والمذاق، الضحايا يقتلون الضحايا، بالتفافهم حول القتلة وتأييدهم، واحتفالهم فرحاً بوقوع الجريمة بحق الأبرياء واعتبارها انتقاماً لضحايا جريمة مماثلة وقعت بحق ضحايا آخرين، وما لم تحدث معجزة، يذهب العالم بأعين مفتوحة خلال سنوات قليلة لمرحلة أصعب وأعقد، سنشهد خلالها التسلّح المتقابل والفرز السكاني العفوي، بتفادي اللونين تشارك السكن والعمل في أماكن واحدة بحثاً عن الأمن والكرامة، وبعدها سيكون سهلاً رؤية إغلاق الأحياء ليلاً أمام اللون الآخر كعدو، ولاحقاً إغلاق الأحياء بوجه الشرطة لحساب أمن ذاتي متقابل، وسريان حمّى التسلح يتبعها ارتفاع متاريس متقابلة، لن تكون لا باريس ولا لندن ولا بروكسل ولا أمستردام ولا برلين ولا نيويورك وشيكاغو بمنأى عنها. وعندما تندلع شرارة هذه الحرب المفتوحة على الموت بلا حساب، سيستفيق الحكماء أنهم استقالوا من مهمتهم عندما كان النفاق سيد الموقف، تجاه ثقافة العنصرية البيضاء انتخابياً، وتجاه الوهابية والإخوانية لاعتبارات مصلحية ومالية، عساهم يدركون اليوم أنه ما لم يقع الحزم بمواجهة هذين التطرّفين الإثنين، وما لم ترتفع رايات الدولة المدنية العادلة والراعية والحامية، سيفيق الناس، كلّ الناس، في العالم، كلّ العالم، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم حوّلوا هذا الكوكب الجميل مكاناً غير صالح للعيش.

Related

At Least 13 Killed, 50 Injured In Barcelona Van Attack. ISIS Claimed Responsibility

At least 13 people were killed and 50 others injured when a van plowed into a crowd in the turist area in Barcelona, Spain, on Thursday. Catalonia’s interior minister Joaquim Forn officially confirmed these numbers.

According to some media reports, the death toll could be even higher, up to 20 people. However, this still has to be confirmed.

One suspect was arrested after the incident described as a terror attack by Spanish police.

Spanish police have identified one of the suspects as Driss Oukabir. He had allegedly rented the white Fiat van used in the attack. It is not clear if he is the person who has been arrested.

A second van linked to the attack (assumed to have been used as getaway car) has been found in the town of Vic in Catalonia.

Rumors are also circulating that somebody has opened fire on police in Barcelona but no confirmation has appeared yet. Spanish media had also reported that two armed men were holed up in a bar in downtown. However, police later dismissed those reports.

ISIS claimed responsibility for the attack via its news agency Amaq.

At Least 13 Killed, 50 Injured In Barcelona Van Attack. ISIS Claimed Responsibility

It was the latest terrorist attack using a vehicle in Europe. The incident followed similar attacks in Nice, Berlin and London that have resulted in killing of over 100 people in total.

Meanwhile, US President Donald Trump suggested to use General Pershing’s methods to combat terrorism. During his presidential campaign Trump cited a dubious legend of dipping bullets in pig’s blood, shooting 49 of 50 terrorists, and telling the last one to tell his friends what would happen if they committed further terrorist attacks.

Photos from the scene:

At Least 13 Killed, 50 Injured In Barcelona Van Attack. ISIS Claimed Responsibility

At Least 13 Killed, 50 Injured In Barcelona Van Attack. ISIS Claimed Responsibility

Related Articles

div{float:left;margin-right:10px;}
div.wpmrec2x div.u > div:nth-child(3n){margin-right:0px;}
]]>

Advertisements

Source Article from https://uprootedpalestinians.wordpress.com/2017/08/19/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%B2%D9%85%D8%9F/

You can leave a response, or trackback from your own site.

Leave a Reply

Powered by WordPress | Designed by: Premium WordPress Themes | Thanks to Themes Gallery, Bromoney and Wordpress Themes